مقدمة: النحافة، أو نقص الوزن (Underweight)، هي حالة يكون فيها وزن الشخص أقل من المعدل الصحي المناسب لطوله وعمره. يتم تحديد ذلك عادةً باستخدام مؤشر كتلة الجسم (BMI)، حيث يعتبر الشخص نحيفًا إذا كان مؤشر كتلة جسمه أقل من 18.5 كجم/م². في حين أن بعض الأشخاص قد يكونون نحيفين بشكل طبيعي ويتمتعون بصحة جيدة، إلا أن النحافة الشديدة أو الناتجة عن سبب مرضي يمكن أن تشكل مخاطر صحية وتستدعي التقييم والعلاج. يهدف هذا الموضوع إلى استعراض أسباب النحافة، الفحوصات اللازمة، وطرق العلاج المتاحة، مع التركيز على زيادة الوزن بطريقة صحية ومستدامة.
ما هي النحافة ومخاطرها؟
النحافة ليست مجرد مسألة مظهر، بل قد ترتبط بمجموعة من المشاكل الصحية، خاصة إذا كانت ناتجة عن سوء تغذية أو مرض كامن. تشمل المخاطر المحتملة لنقص الوزن الشديد:
- ضعف جهاز المناعة وزيادة القابلية للعدوى.
- الشعور المستمر بالتعب والإرهاق.
- هشاشة العظام وزيادة خطر الكسور.
- فقر الدم (الأنيميا).
- مشاكل في الخصوبة لدى النساء واضطرابات الدورة الشهرية.
- تساقط الشعر وجفاف الجلد.
- تأخر النمو لدى الأطفال والمراهقين.
- زيادة خطر المضاعفات بعد العمليات الجراحية.

اسباب النحافة
تتعدد العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى نقص الوزن أو صعوبة زيادته، ويمكن تقسيمها إلى فئات رئيسية:
- العوامل الوراثية والبنية الجسدية:
- بعض الأشخاص لديهم معدل أيض (حرق سعرات) أعلى بشكل طبيعي.
- قد تكون لديهم شهية أقل أو يشعرون بالشبع بسرعة أكبر.
- قد تكون بنيتهم الجسدية أصغر بطبيعتها.
- الحالات الطبية:
- فرط نشاط الغدة الدرقية (Hyperthyroidism): يؤدي إلى زيادة معدل الأيض وحرق السعرات الحرارية بسرعة كبيرة.
- مشاكل الجهاز الهضمي وسوء الامتصاص: مثل الداء البطني (حساسية القمح/السيلياك)، داء كرون، التهاب القولون التقرحي، أو التهابات البنكرياس، والتي تعيق امتصاص العناصر الغذائية بشكل صحيح.
- مرض السكري (خاصة النوع الأول غير المسيطر عليه): يمكن أن يؤدي إلى فقدان الوزن بشكل كبير.
- السرطان: الأورام تستهلك كميات كبيرة من الطاقة، وقد تسبب تغيرات في الشهية والأيض.
- العدوى المزمنة: مثل السل، فيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، أو الطفيليات المعوية.
- أمراض الرئة المزمنة: مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD).
- العوامل النفسية:
- التوتر والقلق والاكتئاب: يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الشهية وعادات الأكل.
- اضطرابات الأكل: مثل فقدان الشهية العصبي (Anorexia Nervosa) أو الشره المرضي (Bulimia Nervosa)، وهي حالات نفسية خطيرة تتطلب علاجًا متخصصًا.
- نمط الحياة والعوامل الغذائية:
- عدم تناول سعرات حرارية كافية: بسبب انشغال نمط الحياة، أو الفقر، أو صعوبة الوصول إلى الطعام، أو ببساطة عدم الشعور بالجوع.
- النشاط البدني المفرط: حرق سعرات حرارية أكثر بكثير مما يتم تناوله دون تعويض مناسب.
- تناول بعض الأدوية: بعض الأدوية قد تسبب الغثيان أو فقدان الشهية كأثر جانبي.
- التقدم في العمر: قد تقل الشهية وتتغير عملية الأيض مع التقدم في السن.
تحاليل للنحافة
إذا كنت تعاني من نقص الوزن، خاصة إذا حدث بشكل مفاجئ أو صاحبه أعراض أخرى، فمن الضروري استشارة الطبيب. سيقوم الطبيب بأخذ التاريخ المرضي وإجراء فحص بدني، وقد يطلب بعض التحاليل للمساعدة في تحديد السبب الكامن وراء النحافة، وتشمل هذه التحاليل غالبًا:
- صورة دم كاملة (CBC): للكشف عن فقر الدم (الأنيميا) أو علامات العدوى أو الالتهاب.
- تحاليل وظائف الغدة الدرقية (TFTs – TSH, Free T3, Free T4): للتحقق من فرط نشاط الغدة الدرقية.
- تحاليل وظائف الكبد (LFTs) ووظائف الكلى (Kidney Function Tests): لتقييم الصحة العامة ووظائف الأعضاء الحيوية.
- مستوى السكر في الدم (Blood Glucose): للكشف عن مرض السكري.
- تحاليل للكشف عن سوء الامتصاص: مثل الأجسام المضادة للداء البطني (Anti-tTG IgA) أو تحليل البراز.
- دلالات الالتهاب (ESR, CRP): إذا كان هناك اشتباه في وجود التهاب مزمن.
- قياس مستويات بعض الفيتامينات والمعادن: مثل الحديد، فيتامين ب12، حمض الفوليك، وفيتامين د، لتقييم الحالة التغذوية.
- تحاليل أخرى: بناءً على الأعراض والتاريخ المرضي، قد يطلب الطبيب تحاليل إضافية للتحقق من عدوى معينة أو البحث عن علامات لأمراض أخرى.
لعلاج النحافة وزيادة الوزن
يعتمد علاج النحافة بشكل أساسي على تحديد السبب وعلاجه. بمجرد استبعاد أو علاج أي حالة طبية كامنة، يركز العلاج على زيادة الوزن بطريقة صحية وتدريجية من خلال:
- زيادة السعرات الحرارية: الهدف هو استهلاك سعرات حرارية أكثر مما يحرقه الجسم. يجب أن تكون هذه الزيادة تدريجية لتجنب الانزعاج الهضمي.
- التركيز على الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية: لا يكفي مجرد تناول سعرات حرارية فارغة (مثل الوجبات السريعة والمشروبات السكرية). يجب اختيار الأطعمة التي توفر سعرات حرارية عالية مع الفيتامينات والمعادن والبروتينات والدهون الصحية.
- زيادة عدد الوجبات: تناول 5-6 وجبات صغيرة ومتوازنة على مدار اليوم بدلاً من 2-3 وجبات كبيرة قد يكون أسهل ويساعد على زيادة إجمالي السعرات الحرارية.
- إضافة وجبات خفيفة صحية: بين الوجبات الرئيسية، مثل المكسرات، الفواكه المجففة، الزبادي كامل الدسم، الأفوكادو، وزبدة الفول السوداني.
- اختيار المشروبات الغنية بالسعرات: مثل الحليب كامل الدسم، عصائر الفاكهة الطبيعية، والمخفوقات (Smoothies) المدعمة بالبروتين أو الفاكهة أو زبدة المكسرات.
- ممارسة تمارين القوة (Strength Training): تساعد هذه التمارين (مثل رفع الأثقال أو استخدام وزن الجسم) على بناء كتلة العضلات بدلاً من مجرد اكتساب الدهون، مما يضمن أن تكون زيادة الوزن صحية.
- الصبر والمثابرة: زيادة الوزن الصحية عملية تستغرق وقتًا وجهدًا، فلا تتوقع نتائج فورية.
نظام غذائي للنحافة
يجب أن يكون النظام الغذائي لزيادة الوزن غنيًا بالسعرات الحرارية والعناصر الغذائية الأساسية. إليك بعض الإرشادات والأمثلة:
- الهدف: زيادة حوالي 300-500 سعرة حرارية فوق احتياجاتك اليومية للحفاظ على الوزن الحالي، بهدف زيادة حوالي 0.5 كيلوجرام أسبوعيًا (زيادة أسرع قد تكون غير صحية).
- البروتينات: ضرورية لبناء العضلات. استهدف مصادر مثل الدجاج، السمك، اللحوم الحمراء الخالية من الدهون، البيض، البقوليات (فول، عدس، حمص)، منتجات الألبان (حليب، جبن، زبادي)، والمكسرات.
- الكربوهيدرات: توفر الطاقة. اختر الكربوهيدرات المعقدة مثل الأرز البني، الشوفان، خبز القمح الكامل، المعكرونة، البطاطس، البطاطا الحلوة، والفواكه.
- الدهون الصحية: غنية بالسعرات الحرارية ومهمة للصحة. ركز على الدهون غير المشبعة الموجودة في الأفوكادو، زيت الزيتون، المكسرات (اللوز، الجوز، الفول السوداني)، والبذور (الشيا، الكتان، دوار الشمس).
- أمثلة لإضافات غنية بالسعرات:
- إضافة زيت الزيتون أو الأفوكادو إلى السلطات والخضروات.
- رش المكسرات أو البذور على الزبادي أو الشوفان أو السلطات.
- إضافة الجبن المبشور إلى البيض أو الشوربات أو المعكرونة.
- استخدام الحليب كامل الدسم بدلاً من قليل الدسم.
- تناول زبدة الفول السوداني أو زبدة اللوز مع الفاكهة أو الخبز.
- تحضير مخفوقات (سموثي) تحتوي على حليب، فواكه، زبادي، ملعقة من زبدة المكسرات، وربما مسحوق بروتين.
- تجنب الإفراط في: الأطعمة المصنعة، السكريات المضافة، والدهون المتحولة، فهي توفر سعرات حرارية “فارغة” دون قيمة غذائية كبيرة.
يمكنك الاستعانه بمراكز و عيادة الكرمة لضمان النظام الغذائي المناسب لحالتك تحت اشراف طبي متقدم و متميز بقيادة دكتور مصعب

مثال ليوم في نظام غذائي لزيادة الوزن:
- الإفطار: شوفان مطبوخ بالحليب كامل الدسم مع إضافة مكسرات وفواكه مجففة وعسل + بيضتان مسلوقتان.
- وجبة خفيفة: كوب زبادي كامل الدسم مع فواكه وملعقة بذور شيا.
- الغداء: صدر دجاج مشوي أو سمك + كوب أرز بني أو كينوا + طبق خضار سوتيه بزيت الزيتون + سلطة مع أفوكادو.
- وجبة خفيفة: حفنة من المكسرات (لوز أو جوز) + موزة مع زبدة الفول السوداني.
- العشاء: لحم بقري قليل الدهن أو عدس مطبوخ + بطاطا مشوية أو معكرونة قمح كامل + سلطة خضراء.
- وجبة خفيفة قبل النوم: كوب حليب دافئ أو مخفوق بروتين صغير.
( يجب تخصيص النظام الغذائي ليناسب الاحتياجات والتفضيلات الفردية، ويفضل استشارة أخصائي تغذية ويعتبر دكتور مصعب افضل دكتور تغذية و انظمة غذائية سواء لنقصان الوزن او لزيادتة ).
علاج للنحافة سريع المفعول
من المهم جدًا توضيح أنه لا يوجد “علاج سحري” أو “سريع المفعول” وصحي للنحافة. زيادة الوزن الصحية تتطلب وقتًا والتزامًا بنظام غذائي متوازن ونمط حياة صحي.
- الحذر من المنتجات التجارية: كن حذرًا جدًا من المنتجات التي تعد بزيادة الوزن بسرعة فائقة، فقد تكون غير فعالة أو غير آمنة أو تحتوي على مكونات ضارة أو منشطات.
- المكملات الغذائية: بعض المكملات الغذائية عالية السعرات الحرارية أو مخفوقات البروتين يمكن أن تساعد في زيادة إجمالي السعرات الحرارية، خاصة لمن يعانون من ضعف الشهية، ولكن يجب استخدامها كـ إضافة لنظام غذائي صحي وليس كبديل له، ويفضل أن يكون ذلك تحت إشراف طبي أو أخصائي تغذية.
- التركيز على الاستدامة: الهدف هو بناء عادات صحية يمكن الحفاظ عليها على المدى الطويل لضمان زيادة الوزن والحفاظ عليه بطريقة صحية.
- علاج السبب هو الأسرع: أسرع طريقة لرؤية تحسن قد تكون عبر تحديد وعلاج السبب الطبي الأساسي للنحافة (مثل علاج فرط نشاط الغدة الدرقية أو السيطرة على السكري أو علاج عدوى). بمجرد معالجة السبب، قد يبدأ الوزن في الزيادة بشكل طبيعي مع اتباع نظام غذائي مناسب.

ما هو علاج النحافة
باختصار، علاج النحافة هو عملية متعددة الخطوات وشخصية تعتمد على حالة الفرد:
- التشخيص الدقيق: الخطوة الأولى والأهم هي زيارة الطبيب لتحديد سبب النحافة من خلال الفحص السريري والتحاليل اللازمة لاستبعاد أي حالة مرضية كامنة.
- علاج السبب الأساسي: إذا تم تحديد سبب طبي (مثل مشكلة في الغدة الدرقية، أو سوء امتصاص، أو عدوى)، فيجب علاجه أولاً. إذا كان السبب نفسيًا (مثل الاكتئاب أو اضطراب الأكل)، فالعلاج النفسي ضروري.
- الخطة الغذائية: وضع خطة غذائية فردية مع أخصائي تغذية لضمان الحصول على سعرات حرارية كافية وعناصر غذائية متنوعة. تركز الخطة على زيادة السعرات تدريجيًا باستخدام أطعمة صحية غنية بالطاقة والمغذيات.
- النشاط البدني المناسب: دمج تمارين القوة لبناء العضلات وتحسين الصحة العامة.
- المتابعة المنتظمة: المتابعة مع الطبيب وأخصائي التغذية لمراقبة التقدم وتعديل الخطة حسب الحاجة.
- الصبر والالتزام: فهم أن زيادة الوزن الصحية عملية تدريجية تتطلب التزامًا طويل الأمد بالعادات الصحية الجديدة.
افضل مراكز علاج النحافة و زيادة الوزن
يعتبر مراكز الكرمة وجهة بارزة ومتخصصة لمن يبحثون عن حلول متكاملة لإدارة الوزن، سواء كان الهدف هو علاج النحافة وتحقيق زيادة صحية في الوزن أو التخسيس والتخلص من السمنة.
يتميز المراكز بتقديم برامج غذائية مصممة بعناية لتناسب الاحتياجات الفردية لكل حالة، تحت إشراف فريق من المختصين ومن بينهم الدكتور مصعب المعروف بخبرته في هذا المجال. يحرص مراكز الكرمة على مواكبة كل ما هو جديد، مطبقاً أحدث الطرق والأساليب العلمية المتبعة عالمياً، ليس فقط في وضع خطط التغذية ولكن أيضاً في استخدام التقنيات المساعدة إذا لزم الأمر، وذلك لتحقيق أفضل النتائج الممكنة بطريقة آمنة وفعالة، سواء كان الهدف زيادة الكتلة العضلية لمن يعانون من النحافة أو خسارة الدهون لمن يعانون من الوزن الزائد
النحافة الشديدة قد تكون مصدر قلق صحي، ولكن من خلال التشخيص الصحيح ومعالجة الأسباب الكامنة واتباع نهج صحي ومتوازن لزيادة الوزن يشمل التغذية السليمة والنشاط البدني المناسب، يمكن لمعظم الأشخاص الوصول إلى وزن صحي وتحسين نوعية حياتهم. تذكر دائمًا استشارة المتخصصين (دكتور مصعب) قبل البدء بأي برنامج لزيادة الوزن أو تناول أي مكملات غذائية.